“الكتاب الأسود” للمدينة البيضاء.. يرصد عوائق التنمية بالعاصمة الاقتصادية

تارخ النشر 5 ماي 2021

أصدرت مجموعة محلية فيسبوكية، يطلق عليها “أنقذوا الدار البيضاء(Save Casablanca)  ”، كتابا رقميا تحت عنوان “الكتاب الأسود للمدينة البيضاء.. أقوال وشهادات بيضاويين”، يرصد اختلالات التسيير الجماعي بالقطب المالي للمملكة، ويسلط الضوء على عوائق التنمية الاقتصادية بالمدينة.

وجاء في مقدمة المؤلف، الذي استغرقت كتابته أربعة أشهر: “لا يخفى على أحد أن مدينة الدار البيضاء تعرف مشاكل جمة على مستوى الحكامة المحلية؛ الأمر الذي يؤثر بالسلب على جميع القطاعات الرئيسة، خاصة النقل والنظافة والصرف الصحي والإنارة والمساحات الخضراء والذاكرة التراثية وغيرها”.

وتضيف منى هاشم، مؤسسة المجموعة، أن “مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تضطلع بدور أساسي في التعبئة الجماعية وتوجيه تدفق المعلومات، نظرا إلى التفاعل الكبير الذي تسمح به بين النشطاء؛ وهو ما دفع مجموعة “أنقذوا الدار البيضاء” (Save Casablanca) إلى تجميع مظالم السكان ضمن الكتاب”.

وتأسست مجموعة “أنقذوا الدار البيضاء” سنة 2013 على منصة “فيسبوك”، حيث يكتب المنتمون إليها البالغ عددهم أزيد من 270 ألف عضو المشاكل التي يصادفونها في شوارع وأحياء المدينة بصفة يومية؛ الأمر الذي تتجاوب معه السلطات المحلية في كثير من الأحيان، بعد رصد مكامن الاختلالات في المرافق العمومية.

ولفتت كلمة التقديم إلى أن مدينة الدار البيضاء تعد المدينة الأولى بالمغرب من حيث الأهمية الاقتصادية والديمغرافية؛ ذلك أنها تحتضن أزيد من 30 في المائة من الشبكة المصرفية لوحدها، وأكثر من 38 في المائة من المنشآت الصناعية، و48 في المائة من الاستثمارات، و60 في المائة من المبادلات التجارية.

أرقام رسمية ينبغي أن تنعكس على المستوى التدبيري للعاصمة الاقتصادية، وفق الكتاب، الذي استحضر الخطاب الملكي لسنة 2013 المنتقد لغياب الحكامة الجيدة بالمدينة، التي خصصت لها ميزانية استثمارية قدرها 33.6 مليارات درهم سنة 2014، من أجل تطوير البنيات التحتية وهيكلة الأحياء غير المجهزة وحماية التراث العمراني.

ومع ذلك، يؤكد “الكتاب الأسود للمدينة البيضاء.. أقوال وشهادات بيضاويين” أن المدينة ما زالت تشهد “فوضى تسييرية” بتعاقب المجالس المنتخبة، حيث يغيب التنسيق بين المصالح العمومية المعنية، وتتواصل الأوراش المفتوحة رغم التواريخ المرسومة لها، ويستمر مسلسل “تخريب” الذاكرة التراثية، ويشكو السكان من جودة الخدمات المقدمة.

و قد غطى التقرير، على مدى محاوره التسعة، أبرز الإشكالات التي تؤرق السكان، والمرتبطة، أساسا، بالتدبير المحلي للعاصمة الاقتصادية للمملكة، من خلال عناوين، من قبيل: “مشاريع، مشاريع، دائما مشاريع”، رصدت وضعية التدبير المرتبطة بعدد من المعالم بالمدينة ، منها ما يتعلق بأوراش البنيات التحتية غير المنتهية، وهو ما يعرقل حركة السير، وكذا مشاكل الأرصفة وحفر الطرقات، بالإضافة إلى شكايات المواطنين حول التدبير المفوض، فضلا عن تناوله إشكاليات تدبير النفايات والنقل العمومي والتراث والأمن.


للتفاعل مع هذا المقال WhatsApp
تواصلوا معنا