أحمد بن اعيوش.. مراكش :
تتواصل بقصر الباهية بمراكش فعاليات الندوة العلمية الكبرى “بدايات الدولة العلوية بالمغرب – تاريخ وتراث وتنمية” المنظمة بمبادرة من مؤسسة مولاي علي الشريف المراكشي وبشراكة مع المديرية الجهوية للثقافة بمراكش وجامعة القاضي عياض كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش.
الندوة التي انطلقت صباح اليوم السبت 3 أبريل الجاري، عرفت كلمات افتتاحية، حيث قال خلالها عبد الإله عفيفي الكاتب العام لوزارة الثقافة والشباب والرياضة -قطاع الثقافة- أن قيام الدولة العلوية بوأ المغرب مكانة متقدمة، وذلك بفضل إدراك الملوك العلويين لأمانة الحكم والتزامهم بحكمة التدبير، وأضاف عبد الإله عفيفي أن قيام الدولة العلوية في القرن 17 أسفر عن توحيد بلاد المغرب تحت حكم مستنير، وهو ما سيساهم في فتح أعين الأجيال الحالية على أن بناء الوطن هو حصيلة مسلسل تاريخي اتسم بالحكمة في التدبير، أعطاه الملك محمد السادس نصره الله كل صيغ الفعالية والنجاعة والإقدام.
من جهته قال مولاي سلامة العلوي رئيس مؤسسة مولاي علي الشريف دفين مراكش إن المبادرة لتنظيم هذه الندوة العلمية جاءت من إيمان و قناعة بأهمية هذه الشخصية العظيمة لمولاي علي الشريف دفين مراكش المتعددة الأبعاد، واتخاذها كأرضية علمية وتاريخية وحضارية لها رسالتها القوية، وكذا المواقف الخالدة و المنجزات الشاهدة للمؤسسين الأوائل سلاطين وملوك الدولة العلوية الشريفة منذ بداية التأسيس إلى يومنا الحالي في ظل صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، مضيفا في السياق ذاته أن سلاطين وملوك الدولة العلوية، طبعوا بمواقفهم العظيمة وأعمالهم المكينة التحولات الكبرى التي عرفتها المملكة المغربية على كافة الأصعدة خلال قرون من الزمن، الى يومنا هذا، كما أثروا بشخصيتهم وحكمتهم وبعد نظرهم في المشاهد العالمية الكبرى التي ميزت عهدهم مما جعل المملكة المغربية الشريفة تحتل موقعا متميزا دوليا.
في السياق ذاته أكد مولاي الحسن أحبيض رئيس جامعة القاضي عياض على أهمية الحقبة التاريخية لموضوع الدراسة، ذلك أن أواسط القرن السابع عشر كان حابلا بالعديد من الأحداث التي أفرزت قيام الدولة العلوية الشريفة، مُفضية إلى مرحلة جديدة اتسمت بالاستقرار، مُثمنا في السياق ذاته موضوع الندوة، مشيرا أنه ستكون هناك ندوات مستقبلية بتنسيق مع باقي الشركاء لتسليط الضوء على تيمات ومواضيع أخرى لها صلة بفترات حكم الدولة العلوية الشريفة.
من جهة أخرى قدّم الأستاذ عبد الرحيم بنعلي عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش إيضاءات تاريخية حول السلاطين العلويين والظروف التي ساعدت على تقلدهم الملك وما كان لذلك من انعاكاسات إيجابية على الأوضاع العامة بالمغرب، مُعددا في السياق ذاته شمائل عدد من الملوك العلوين الذين طبعوا تاريخ المغرب بطابعهم الخاص، متوقفا على محطات مضيئة من فترات حكم بعض السلاطين العلويين كما هو الشأن بالنسبة للسلطان مولاي رشيد، السلطان مولاي اسماعيل، كما أشار في السياق ذاته إلى السجل النضالي والكفاحي الذي قاده السلطان المغفور له محمد الخامس للإنعتاق من أغلال الإستعمار، وكذا بناء مؤسسات الدولة في عهد الراحل الملك الحسن الثاني رحمه الله، وصولا إلى محصلة النماء التي تعرفها البلاد في عهد الملك محمد السادس نصره الله.
وحسب المنظمين، يتضمن برنامج المداخلات العلمية ليوم غد الأحد 4 أبريل 2021 جلستين علميتين بالمعلمة التاريخية لقصر الباهية بمراكش، حيث ستقارب الجلسة العلمية الثانية تيمة “بناء الدولة وكفاية التدبير”، فيما ستطرق الجلسة العلمية الختامية “لمحات من التراث الثقافي المعماري العلوي: الحاضرة المراكشية نموذجا”.