هجرة موت أوحياة

تارخ النشر 7 دجنبر 2020

لازالت قوافل الشباب الدين يلقون حتفهم في أمواج الأطلسي والمتوسط تزداد يوما بعد يوم، وتفقد الأسر فلذات أكبادها ففاجعة أسفي التي أودت بحياة إتني عشرة شابا من شباب ألمدينة في عرض البحر لم تكن الأولى ولا الأخيرة بل هي امتداد لواقع مر يفضل فيه الشباب الموت على البقاء في أرض لاتوفر لهم أدنى شروط العيش الكريم، شباب في عمر الزهور يرمون بأنفسهم نحو المجهول ليصبح عددهم أرقاما مضافة الى أرقام سابقة من ضحايا التهميش والفقر والدي تعانيه فئة عريضة من أبناء هدا الوطن

إن الفرد دائما يبحت عن الاحساس بالانتماء  لهوية اجتماعية تمنحه ما يحتاجه من عيش كريم واحترام لكينونته كإنسان، لكن هذه الهوية الاجتماعية نفتقدها ويصعب نيلها في ظل أزمة اجتماعية وسياسة يمر منها المغرب، فحالة الاحباط النفسي التي يعيشها الشباب الكادحين حول البطالة ومخلفاتها تجعلهم يرون أنه لامفر من الهروب وان كلفهم دلك حياتهم، واقع اجتماعي مزري يفرض عليهم هده المغامرة التي يفضلون فيها خوض أمواج عاتية قد تفقدهم حياتهم ،ولا ننسى دللك المشهد الدي يجسد هدا الواقع ما ان يصلون الى جنة أحلامهم يسجدون شكرا لله عزوجل ويقبلون الأرض التي ستحتظنهم،

كل هذا يدفعنا لطرج سؤال عريض كبير ما جدوى مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية ان لم تحقق أهدافها للخروج من هدا الوضع الدي يتفاقم يوما بعد يوم ،فالواقع لايخفى على أحد وضع متأزم اقتصاديا، اجتماعيا تزكيه التقارير الوطنية والدولية والتي تجمع جلها على أن مؤشر التنمية في المغرب يرزح في مراتب متدنية تجعلنا في ديل الدول المتأخرة في كافة المجالات، وزاد من تفاقمها وباء كرونا الدي عر الهشاشة والضعف في البنيات الأساسية الاقتصاد، الصحة ،التعليم….. الخ

كلها  عوامل تساهم بشكل مباشر في الدفع بهؤلاء الشباب للهروب والبحت عن الأفضل، إن لم يمت في البحر مات باحراق نفسه( مي فاطمة) الأشتغال في اقتصاد غير مهيكل والمغامرة بالارواح(ضحايا جرادة) وحوادت  عديدة، كل هدا هو نتاج لسياسات تفتقد لأدني شروط الوضوح تغلفها الضبابية وتشرف عليها حكومات متعاقبة لاتملك سلطة قرارتها وتنفد مايطلب منها، فكل هده الخطط لم تجد طريقها الصحيح بل زادة الهوة بين أقلية تستفيد من خيرات البلاد (اقتصاد الريع) وأغلبية ساحقة تعاني من أجل  الحصول على لقمة العيش، فالتنمية باعتبارها قاطرة للنهوض بالمجتمع اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، لابد من توفر عنصر الارادة الحقيقية للتغير ويلامسه المواطن واقعيا لاتبقى حبرا على ورق يتغنى بها دون نتائج مملوسة

فهؤلاء الشباب لا نحملهم المسؤولية لاختيارهم ركوب قوارب الموت نحو جنة موعودة يرون فيها خلاصهم من واقع ذكرنا تفاصيله أعلاه، بل هم ضحايا تلك السياسات العرجاء التي زادة من تفاقمها وباء كوفيد 19 الذي عر هدا الواقع وكرس حالة اليأس لدى فئة كبيرة من المواطنين خصوصا الشباب منهم، لذا فلابد من البحت عن مكامن الداء وإيجاد حلول جدرية تخرجنا من هدا الواقع المر الدي يودي بحياة آلمئات من شباب هد الوطن ودلك من خلال توفير فرص عمل للشباب العاملين والخريجين، وكدلك القضاء على المحسوبية والزبونية، وإصلاح منظومة التعليم وتحقيق مبدأ المساواة والعدل ليس بالشعارات الرنانة بل واقعا يتنفس.


للتفاعل مع هذا المقال WhatsApp

MFM Radio

Live

تواصلوا معنا